CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

الأحد، أبريل ٢٧، ٢٠٠٨

الاتجاه .. " الأيسر " .


فى خضم حزنى البالغ حد الكأس وبالرغم من رحيق نسمات الفجر الأولى .. حرقتنى أشعة الشمس ، تجولت فى أعماق مدينتى العتيقة وتوقفت فى منتصف الميدان ،، الطرق متفرقة والسيارات تمر حاملة معها كل ألوان البشر
لم يجذبنى البشر بقدر ما جذبنى التهافت على السير ، اشارات المرور كانت محددة الألوان ... حتى ألوان البنايات كانت مختلفة ولكنها مألوفة
وحدها الوجوه كانت متفرقة .. متنافرة .. لا تحمل سوى اضاءات جرداء تسقى بالابتسامات المعدنية .. لبعض الوقت.. ثم تعود لعهدها فى الطبيعة ..
تأملت كثيرا فى الأجواء
وأخذتنى التناقضات .. هناك ،، وهناك
لمحت على البعيد طيف شخص
كان مألوفا لى من شهر .. أو شهرين أو سنوات
نظر فى حدقات عينى المضيئة .. واستوعب تحت الضوء خصلات شعرى المتناثرة .. كانت أطول مما توقع
سألنى عن نفسى .. وللغرابة أنى أنكرت ذاتى عند حدوده
ونظرت تحت قدمى حتى لا أضل الحد
فنسيت اسمى واطفأت بريق ملامحى على عتبات وجهه " الخمرى "
لم يكن انكارى لذاتى حبا له .. أو اعتزازا بماضى . . ربما أكرهه
بل كان .. تمردا على .. وجودى
ابتسم رغما عنه .. واستنبض منى أخبار دميتى الشقية " حياة "
أخبرته اننى دللتها بما يكفى .. ولكنها خذلتنى
فأشقيتها الى الحد المطلوب .. فأوقفتنى
بالرغم من حركتى الثابتة .. ودورانى المتوقف .. ولكنى لم أحتج على اللعبة
فقط ... لا تعجبنى ... النتيجة .
نظر ليدىَّ لعله يبحث عن قيد جديد .. يطفىء جزءا من ناره أو ينفخ فى ما تبقى من رماد
للأسف كانت أسورتى تلتف حول عنقه .. أكثر
فأخبرنى أنه مر من تحت نافذتى يوما واستشق عبير عطرى المفضل
وسمع همهمات نغماتى الفيروزية .. تعبق الشارع بتراب أخضر
لم يكن يعلم أننى فى هذه الأجواء كنت أكتب شهادة بيع
وأدافع عن نفسى فى قضية خاسرة ... من المنتهى وحتى المنتهى ..
وبصعوبة رسم ابتسامة على شفتيه ولكننى ضحكت بصوت أخفى قدرتى على البكاء بطريقة أسهل
مد يديه يصافحنى .. فمنعتنى "الأشياء " .
وسرت فى اتجاهى " الأيسر" بحثا عن سيارة أجرة تقلنى حتى أطراف البلدة
وللعجيب أنه أيضا أخذ اتجاهه الأيسر
لأول مرة نتفق .. بالرغم ان الاختلاف فى تلك اللحظة ..
قادر على توحيد الطرق ..
...........................
لحن اشتياق