CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

الأربعاء، نوفمبر ٠٥، ٢٠٠٨

وداع بلون " الفراولة "


وداع بلون " الفراولة "
************

يوم عادى ،، ودعوة خاصة أنتظرتها منذ اسبوعين ولكنى فعلتها بعادية تامة وكأننى استعمل فرشاة أسنانى صباحا .
جلست على المنضدة التى اخترتنا منذ ثلاثة أعوام ،، وجاء النادل وسألنى بابتسامة تريح أعصابى :
- مشروب الفراولة المفضل ؟
ابتسمت رغما عنى فهذا النادل لن يستوعب أننى أنوى تغيير مشروبى المفضل وطلبت على غير العادة
- فنجان قهوة خال من السكر .
نظر لى نظرة خبيثة وبصره يتابع شخصا ما يأتى من بعيد وقال بمرح
- اعتقد ان الفراولة ستكون الطلب القادم .
وذهب سريعا ليتركنى استقبله بطريقتى .
- كيف حالك يا " فريدة " ؟
- بخير،اجلس يا " حاتم " فليس لدى كثير من الوقت ، وقل ما عندك.

حاول تفحص المكان بطريقة طفولية وكأنه يبحث عن حديقة للعب بعد تناول " الأيس كريم " وبعد ان وجد انه لا مفر من نظراتى المحققة قال بكلمات جادة .
- الحياة اصعب بكثير مما تخيلت ، لقد تركت العمل بالأمس بعد ان انخفضت أسعار أسهم الشركة واضطر المدير الى محاسبتنا بأن ترك لنا الفرصة لتقديم الاستقالة .
ابتسمت بأسى وتركت له مساحة من السكوت ليكمل حديثه
- هاتفنى سمسار العقارات وأخبرنى ان الشقة التى اخترناها ارتفع سعرها عشرون ألف جنيها دفعة واحدة ، واضطر لبيعها قبل ان تنخفض اسعار البنايات مرة اخرى .
مازالت نظراتى معلقة على النادل الذى احضر القهوة ،، وبسمته مرتسمة على " الوش " الضائع .
أكمل حاتم حديثه الذى امتزج مع دخان قهوتى المتصاعد
- أخبرتنى أمى ان زوجة أخى المتوفى تفكر فى الزواج والسفر للخارج هى تخاف ان يبعد أحفادها عن حضنها ، وتحاول إيجاد حل للمشكلة .

نظر لنقطة لامكان لها فى الواقع واستطرد :
- لقد فقدت ميداليتى الفضة التى اهديتها لى فى عيد ميلادى السابق ، لكم حزنت عليها واضطررت لشراء اخرى تشبهها ولكنها مصنوعة من الزجاج .
تعالت ضحكتى رغما عنى ثم صمتت لحظة معتذرة عن هذا الخطأ ، فقد اعتدت ألا استهين بمشاعر من أحدثه ويبدو أنه متأثر جدا لما حدث .
وقلت بلا مبالاة :
- الأشياء معرضة دوما للفقدان
أكمل حديثه وهو ينظر الى قهوتى وكانه يستمد كلماته من غياب السكر فى هذا الفنجان .. قائلا :
- الوداع لا يعنى الموت دائما
- الوداع جزء من حياتنا .. يكفيه انه مرحلة متطورة للقاء
- أحلامى معك كانت وردية ، لااعلم ما سر الظلام الذى سكنها
- يكفى ان يكون واقعنا واضح الألوان لدرجة تزعج عينيك أحيانا
- أتعدينى بلقاء أخر ؟
- عندما تعدنى أنت بدنيا أخرى
- لا أملك سوى ما لا تحبين
- اعتدت أن أكره ما لا أطيق احتماله
- الحياة اصعب مما تصورت
- الحياة أصعب مما حاولت اقناعك به

ترقرت دمعة فى عينى انعكست على سطح ميداليته الزجاجية الجديدة
وحملت حقيبتى استعد للمغادرة , وعينى معلقة على وجهه ، محاولة أخذ أخر نسخة من ملامحه التى أحببتها .
وبينما اقول الوداع بشفاهى
فإذا بى اصطدم بالنادل وهو يحمل مشروب " الفراولة " الذى ما طلبته بعد .






المنضدة أمامنا
مربعة
الحواف متقابلة
بكل جمود
هو يجلس أمامى
حرارته
لا تنخفض كثيرا
عن " الأيس كريم "

ودمائى تنحدر
فى فنجان القهوة

جئت من أجل محاولة
ضاعت فى صمته
كضياع السكر
فى قهوتى

تمنيت لو كانت
الأحلام تُقدم
إلينا كهذا المشروب

لكنها هربت
وتركت اللقاء باردا

كعصير الفراولة



*****************
رنــــــ ( لحن اشتياق ) ــــــا

الاثنين، نوفمبر ٠٣، ٢٠٠٨

الإختيار أمر مزعج للغاية


الإختيار أمر مزعج للغاية

******************


الاختيار أمر مزعج للغاية
ان تكون على حافة
الإنشطار
بين شىء والآخر
وتخلق المسافات
لتقنع نفسك
بأمر غير .. الحقيقة

صعب جدا .

ان يصبح الواقع أمامك
كشرائح " اللحم المطبوخ "
الإضافات هى ما تحدد
إختيارك
وان كان طبقك المفضل
فى آخر القائمة !
**
عزيزى الإنسان
عليك التنازل عن
تلك القطعة
فقد فقدت حيويتها
وأصبحت " غير طازجة "
انس المذاق المحبب
الى ذاتك
وحاول ان تتخيل
أيهما افضل
القريب / أم الأقرب
انصحك
يا صديقى
أن تنشطر
أو تنتظر

فالإختيار امر مزعج للغاية

أتعلم ,, أن فى الحياة
أمرا هاما ،،
وآخر أهم
وما بينهما
أمورُ .. تحددها أنت
وهناك
أشياءً
لا تستحق .. وقتا .. لتقييمها
فتلك خارج حدود
الخدمة " الإختيارية"
التى أُجبِرت على
الوقوف ،، عليها

أنصحك يا هذا
ان تعود إلى
طعامك المفضل
وتنازل عن بعض
الإضافات الشكلية
حاول أن
تضحى " بعض الشىء"
فأخاف عليك
من تمثيل دور الضحية
وأخاف أكثر
ان تكون أحد
الأنواع فى
القائمة " الإنشطارية "

فهذا " لا اختيار" آخر
فقد تفقد الفرصة
فى الحصول على الخدمة مجانا
وتضطر .. للانتظار لاحقا

للحصول على فرصة أخرى
من المؤكد انها ليست الأفضل


*****************
رنــــــــ ( لحن اشتياق ) ــــــا