أسعدهم ، الأسوأ حظا
*****************
فى السابعة مساءً ، ومازالت الشمس تراود نفسها للرحيل ،، إلى حد ما الجو أصبح لطيفا ومناسبا لشراء بعض المستلزمات للمنزل ، على عجل بدّلت ثيابى ونزلت متجهة إلى الشارع الرئيسي ،، لم يكن اختراق الشارع بالعمل السهل فى بلدتنا الصغيرة المزدحمة جدا ، لذلك علىّ أن أتقدم بخطوات متعرجة وبسرعة غير ثابتة وكأننى فى سيرك من نوع خاص ،، توقفت فى انتظار أن يتكرم أحدهم ويقف بسيارته سامحا لى بالعبور ، وكانت فرصة جيدة لتأمل الوضع من حولي ، لا أعلم من اين أتت كل تلك الوفود من الشباب والشابات ،، وهل لهم كل هذا الوقت الفارغ ليقضوه على الأرصفة وعلى السيارات الراكنة فى الشوارع ؟!
المشهد غير مريح خاصة مع تلك الوجوه اليابسة والملابس المهترئة غير المنسقة والتى يدَّعون أنها الموضة العالمية ولنقل الاقليمية لأكون أكثر اقناعا لنفسي .
أشفقت عليهم وعليهن جدا وحاولت إلتماس بعض الأعذار خاصة فى ظل الركود الاقتصادي الذى نعانيه ومع انتشار البطالة وتأثير الفضائيات والتكنولوجا على عقول الشباب ،، فانهم يحتاجون إلى فانوس سحري يخرجهم من هذه الهوة التى أدخلتهم فيها المدنية والتكنولوجيا الحديثة .
مازلت اقف ،،، وهناك طابور من البشر أتوا ينتظرون بجانبي ،، بينما أنظر على يمينى لمحتهما يتضاحكان ، ويقفزان ثم تجذبه من يده خوفا أن تصدمه احدي السيارات الطائشة ،، هى طفلة فى السادسة من عمرها تقريبا ، صبوحة الوجة شعرها البني ينساب على وجهها بنعومة وترتدي فستانها الأحمر القصير ، وهو أخوها الذي لم يتجاوز الرابعة بعد ضحكته كانت تملأ المكان وكل من ينتظر العبور وقف مستمتعا بطرفاتهما وبراءتهما ، ابتسمت لهما وقررت اجتياز المعركة حتى لا أضيع وقتا أكثر .
استمتعت بشراء احتياجاتي الضرورية وبعض الإحتياجات العادية التى اشتريها كنوع من ارضاء الذات وتضييع الوقت والمال ، واتجهت إلى حيث اقف أنتظر اعادة الكرة للعبور آملة أن أجد الطفلين لأستمتع ببراءتهما مرة أخري .
وبينما أتجه الى أول الطريق فاذا بصوت صراخ يعلو رويدا رويدا وتتسارع خطواتى لأعرف ما الامر وما سر تلك الصرخات الطفولية العالية ؟!
انه صوت طفلة تبكي بحرقة وتنادي على شخص يدعى أحمد ،،
أنا اقترب والصوت يعلو أكثر وأكثر
- أحمد ،،، انت فين ،، مين أخد أخويا ،، أحمد تعالى هنا ،، أحمد ، أحمد
بالرغم ان النداء كلماته عادية جدا إلا ان كل كلمة كانت بمثابة جرح فى قلبى ينشق بقوة وأخيرا اقتربت الى مصدر الصوت ،،
انها تلك الطفلة ذات الفستان الأحمر اتجهت إليها بشغف
- ماذا بك يا صغيرتي ؟؟؟
- خطفوا أخي ،،، أحمد
وأخذت تشير إلى اللا منتهى من الطريق وتنادي بصوت أعلى وأعلى على ( أحمد )
- من الذي أخده وكيف خطفوه ؟؟؟
- كنا ننتظر عبور الطريق للعودة الى منزلنا وجاءت سيدة تلبس نقابا أسود اللون قالت انها ستساعدنى فى عبور أخى الى الجهة الأخرى وعندما أعبر سأجده هناك ، تركته لها ، وانتظرت أعبر بمفردي وعندما أتيت الى الجهة الأخرى لم أجد أحمد ،، أخي .
تركتنى واستمرت فى صراخها وندائها وقلبى يصرخ أكثر منها
فأين ذهب أحمد ؟؟؟
وكيف ستكمل تلك الصغيرة طريقها بدون أخيها ؟؟
راودنى سؤال،،
من فيهم الأسعد حظا ، هذا الطفل المختطف أم تلك الطفلة الصارخة بإسم أخيها فى الطرقات ؟؟؟؟
*********************
رنــــ( لحن اشتياق )ـــــا
فى السابعة مساءً ، ومازالت الشمس تراود نفسها للرحيل ،، إلى حد ما الجو أصبح لطيفا ومناسبا لشراء بعض المستلزمات للمنزل ، على عجل بدّلت ثيابى ونزلت متجهة إلى الشارع الرئيسي ،، لم يكن اختراق الشارع بالعمل السهل فى بلدتنا الصغيرة المزدحمة جدا ، لذلك علىّ أن أتقدم بخطوات متعرجة وبسرعة غير ثابتة وكأننى فى سيرك من نوع خاص ،، توقفت فى انتظار أن يتكرم أحدهم ويقف بسيارته سامحا لى بالعبور ، وكانت فرصة جيدة لتأمل الوضع من حولي ، لا أعلم من اين أتت كل تلك الوفود من الشباب والشابات ،، وهل لهم كل هذا الوقت الفارغ ليقضوه على الأرصفة وعلى السيارات الراكنة فى الشوارع ؟!
المشهد غير مريح خاصة مع تلك الوجوه اليابسة والملابس المهترئة غير المنسقة والتى يدَّعون أنها الموضة العالمية ولنقل الاقليمية لأكون أكثر اقناعا لنفسي .
أشفقت عليهم وعليهن جدا وحاولت إلتماس بعض الأعذار خاصة فى ظل الركود الاقتصادي الذى نعانيه ومع انتشار البطالة وتأثير الفضائيات والتكنولوجا على عقول الشباب ،، فانهم يحتاجون إلى فانوس سحري يخرجهم من هذه الهوة التى أدخلتهم فيها المدنية والتكنولوجيا الحديثة .
مازلت اقف ،،، وهناك طابور من البشر أتوا ينتظرون بجانبي ،، بينما أنظر على يمينى لمحتهما يتضاحكان ، ويقفزان ثم تجذبه من يده خوفا أن تصدمه احدي السيارات الطائشة ،، هى طفلة فى السادسة من عمرها تقريبا ، صبوحة الوجة شعرها البني ينساب على وجهها بنعومة وترتدي فستانها الأحمر القصير ، وهو أخوها الذي لم يتجاوز الرابعة بعد ضحكته كانت تملأ المكان وكل من ينتظر العبور وقف مستمتعا بطرفاتهما وبراءتهما ، ابتسمت لهما وقررت اجتياز المعركة حتى لا أضيع وقتا أكثر .
استمتعت بشراء احتياجاتي الضرورية وبعض الإحتياجات العادية التى اشتريها كنوع من ارضاء الذات وتضييع الوقت والمال ، واتجهت إلى حيث اقف أنتظر اعادة الكرة للعبور آملة أن أجد الطفلين لأستمتع ببراءتهما مرة أخري .
وبينما أتجه الى أول الطريق فاذا بصوت صراخ يعلو رويدا رويدا وتتسارع خطواتى لأعرف ما الامر وما سر تلك الصرخات الطفولية العالية ؟!
انه صوت طفلة تبكي بحرقة وتنادي على شخص يدعى أحمد ،،
أنا اقترب والصوت يعلو أكثر وأكثر
- أحمد ،،، انت فين ،، مين أخد أخويا ،، أحمد تعالى هنا ،، أحمد ، أحمد
بالرغم ان النداء كلماته عادية جدا إلا ان كل كلمة كانت بمثابة جرح فى قلبى ينشق بقوة وأخيرا اقتربت الى مصدر الصوت ،،
انها تلك الطفلة ذات الفستان الأحمر اتجهت إليها بشغف
- ماذا بك يا صغيرتي ؟؟؟
- خطفوا أخي ،،، أحمد
وأخذت تشير إلى اللا منتهى من الطريق وتنادي بصوت أعلى وأعلى على ( أحمد )
- من الذي أخده وكيف خطفوه ؟؟؟
- كنا ننتظر عبور الطريق للعودة الى منزلنا وجاءت سيدة تلبس نقابا أسود اللون قالت انها ستساعدنى فى عبور أخى الى الجهة الأخرى وعندما أعبر سأجده هناك ، تركته لها ، وانتظرت أعبر بمفردي وعندما أتيت الى الجهة الأخرى لم أجد أحمد ،، أخي .
تركتنى واستمرت فى صراخها وندائها وقلبى يصرخ أكثر منها
فأين ذهب أحمد ؟؟؟
وكيف ستكمل تلك الصغيرة طريقها بدون أخيها ؟؟
راودنى سؤال،،
من فيهم الأسعد حظا ، هذا الطفل المختطف أم تلك الطفلة الصارخة بإسم أخيها فى الطرقات ؟؟؟؟
*********************
رنــــ( لحن اشتياق )ـــــا
0 التعليقات:
إرسال تعليق