CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

الخميس، ديسمبر ٠٦، ٢٠٠٧

جريدة .. "...". !! (قصة قصيرة )


دقت الساعة الخامسة .. تهافتت الأقدام على القطار المنتظر
وما ان هم القطار على الإقلاع حتى تلاقت اقدامهما عند خط التقاء واحد
فتراجع هو خطوة للخلف ومد يده اليمنى يدعوها للصعود ، ابتسمت على عجل وصعدت وهو وراءها ..
وما إن جلست على مقعدها لتجده يأتي ليجلس على المقعد المقابل لها ..
أخذت تجتذب منه نظرات خاطفة .. وتلك ملامحه الغامضة .. فبالرغم من مظهرة كشاب إلا أن الشيب زحف على خصلات شعره بغرابة ..
وقد زاد من مظهره الكهولى تلك النظارة العاتية والتي من الواضح انه قد ورثها عن أجداده الفراعنة ..
وحلته التي يبدو انه اختارها بعناية امتزاج العصور في زى واحد .. هاك الجينز الشبابي والجاكيت الكلاسيكي الكاروهات
وقميص لونه فاتح وجذبت عيونها رابطة عنقه حالكة السواد ..
رأت فيه من الغموض والتنافر و الاختلاف ما استرعى جل اهتمامها فأخذت تفكر من هو ؟؟؟
وأخذها تفكيرها لتتساءل ما اللغة التي يجيد التحدث بها ..
فما إن استقر القطار في سيره وهام في رحلته فبدا المسافرين يشعرون بالملل
ولكن هي لم تشعر بذلك في عالم ذاك الرجل ..
.. بهدوء غريب تناول حقيبته المتهالكة ذات اللون البني والإكسسوار الذهبي اللامع .. فتحتار إن كانت جديدة حقا أم قديمة قدم عمره ..
اخرج منها جريدة .. أو بمعنى اصح جريدته .. واخذ يقرأ ويتصفح ..
بدأت تشعر بالخوف يخالطه الاستغراب لتختبىء منه في معطفها بحركة لا إرادية وكأنها تحمى نفسها من خطر لا تعلم كنه
ياالهى ما هذه الجريدة ..
إحدى صفحاتها صفراء عاتية يخرج منها رائحة القدم والعبق المتهالك .. والأخرى بيضاء جديدة يفوح منها رائحة
الحبر الطازج .. وأوراق بدرجات الأبيض والأصفر بينهما
وكأنها جريدة تحمل أيام العمر والزمن ..
اخذ يلتهم صحيفته بأهدابه صفحة يلوها أخرى .. وسطر بسطر .. وكلمة كلمة .. وهى ترمقه بجانب عينيها
تعبيرات وجهه كانت تحرق فضولها لتعلم ماذا يقرأ
فوجهه تسكنه ابتسامة غريبة المعنى احتارت في تفسيرها بين السخرية والاندهاش ، اللامبالاة والشفقة
انتفضت مرة واحدة على صوت ضحكة عالية جاءت مفاجئة لها .. فاعتدلت في جلستها وأخذت تنظر للنافذة باهتمام مصطنع ..
مر الوقت وهو يترنح بين ابتسامته الباهتة الغير ذات معنى وضحكته العالية الغير مفهومة
لبعض الوقت ظنت انه يقرأ نكات مضحكة أو رسوم كاريكاتيرية ..
تهادت الدقائق غريبة سريعة عليها وهو قد نفذ من قراءه صحيفته فوضعها بحركة آلية خلف ظهره وركن رأسه على مقعده تائها ببصره ، متجمدا بابتسامته ..
توقف القطار للمرة الثالثة .،. ففاق الرجل من غيبوبته ، وما إن هم القطار يعاود رحلته
على عجل حمل حقيبته وجرى نحو الباب .. وتلاشى في الزحام ..
بدأت هي تتنفس الصعداء لا تعلم لماذا
ولكن الغريب أن عيونها مازالت معلقه على مقعده ..
فرحت وظهر على شفتيها ابتسامة نصر أو فضول حينما رأت انه نسى جريدته ..
انتشلتها من حضن المقعد بقوة وأخذت تجوب بين طياتها بشغف وولع ..
وما هي إلا ثواني حتى ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة غير ذات معنى
وترنحت على شفتيها ضحكة عالية بلا مغزى
وما إن توقف القطار حتى نزلت متناسية الجريدة

لقد كانت الجريدة ...




















" جـــــــــريدة ســـياســـــــية "
*****************************
لحن اشتياق


0 التعليقات: